# # # #
   
 
 
[ 04.08.2010 ]
عميد أح. (م) السرأحمد سعيد يصدر سِفره الثاني: نحو الجمهورية الثانية ـ دعوة لتأسيس جيوبولتيكا لسودان وادي النيل




(1)

مقدمة عن المؤلف:

العميد أ.ح (م) السر أحمد سعيد
تخرج من الكلية الحربية السودانية .
دراسة الأركان حرب في باكستان والهند
دورات في مصر
سمنارات خارج السودان: تنزانيا "قانون الحرب والسلام" في "أروشا"
مؤتمرات المصالحة في تشاد، لاغوس وسيراليون
عمِل في قوات حفظ السلام العربية في لبنان
عمل في التخطيط العسكري وميدانياً في تنفيذ العمليات في مناطق الجنوب.
انتدب للعمل خارج السودان.
أحيل للمعاش وهو في قمة قدراته العسكرية والفنية والبحثية، وهو ضمن مجموعة من الذين أبعدتهم السلطة من العمل في القوات المسلحة.
من إصداراته:
• السيف والطغاة – دراسة نقدية للقوات المسلحة من 1970- 1995
• الإصدار الأخير(2010) : نحو الجمهورية الثانية – دعوة لتأسيس جيوبولتيكا لسودان وادي النيل .

(2)

لست أقدر الناس بالتعريف بالذين أنعمت علينا دنيا المهاجر أن نتعرف إليهم وجمعنا همََّ الوطن العام ، فكثير منا يتوجع بصمت ، وصاحب هذا السفر الذي نقدم له من أصدق الناس وأكرمهم وأعزهم . أخذوا عزتهم من محبتهم الوطن فكانوا الموقد يبذلون من طيب أنفسهم .
العميد أ.ح (م) السر أحمد سعيد من الذين كانوا يؤدون رسالاتهم دون كللّ . يرغبون أن تكون هنالك حلولاً سلمية للحرب التي أرّقت الوطن والقوات المسلحة وحاملي السلاح والمدنيين الذين هم أغلب الضحايا ، وتحملوا حزناً عميقاً أنهم كانوا يخوضون حرباً بمهنية موجعة لأن الواحد منهم يحارب بني وطنه ، ولم يكن لديهم سلطة القرار بوقف الحرب أو ابتداع سبل الحل ، وهو أمر سياسي في المقام الأول ، وكان الساسة الذين تناوبوا على سُدة الحكم ديمقراطيون كانوا أم شموليون لم يتمكنوا من الإمساك بأُس بالحل ، إلا أن الاتفاق الذي تمّ عام 2005 م، أنبت المأساة كلها وصار الوطن قيد وأصبح على حافة التفتت .

الذين لا يملكون ناصية الكتابة والبحث المضني ، يعيشون أزمة مؤرقة لا فكاك منها .هذا زمان يتعين أن ينتبه فيه الذين بيدهم المعرفة والثقافة لإنارة الطريق إلى رؤية واضحة لتتبين ،وتوقد شمعة في طريق نراه مظلماً ،ويراه الذين يتفاءلون أنه نار ولهب ضروري ليصبح اللُجين أبهى وأنضر .

لشعبنا الساكن ، وعلى أظهره سياط القهر الذي بسطه أصحاب رؤى أجنبية الهوى ، قسرية الفعل ، أهلها قساة ، ليس في أوجههم نداوة حياة ، استلوا من العقيدة سيوفاً تقطع طريق الفكر ، وتعصف بالحلمُ النبوي الكريم من أن المسلمين أمة وسطاً ،وتُشيح بنظرها عن مآثر العقيدة الحق ورونق حضورها في مكامن الوجدان ، واحترام العقائد كلها .

سرقوا خيرها ليكُن تأويلهم بسطة في الرزق لصفوتهم على حساب شركاء المواطنة ، الذين ما قدِمت العقيدة الإسلامية منذ أيامها الأولى إلا لمصالحة أهل السودان في " البقط " ، حين تنمر السُعاة بالغزو فأوقفهم "النوبا " في الشمال عند حدّهم منذ ابن أبي السرح أيام ولاية ابن عفان الصحابي ، فرجعت سيوف الغزو إلى غمدها قسراً ، وتصالح الدين مع المجتمع ، وأنبت قبولاً سلك المحبة آخر المطاف بديلاً عن انكسارٍ عن يد وأهلها صاغرين .

العميد أح. (م) "السر أحمد سعيد " من خريجي الكلية الحربية السودانية ، وتلقى تعليماً عالياً في الدراسات العسكرية والإستراتيجية ذات الصلة وعمل مخططاً و قائداً ميدانياً . كانت العسكرية عمله وتخصصه فكراً وتخطيطاً وتنفيذاً ومحاضراً في الكليات العسكرية داخل الوطن وخارجه . وطنياً فارع الطول ، مثل إخوانه الذين طوتهم قبور المكر ورخَص الأخلاق الذي عمّ وهيمنة ضعاف النفوس الذين دفنوا الأبطال بعضهم أحياء بلا جريرة إلا أنهم رغبوا الخير لوطنهم ،وأحس بهم الذين ركبوا الدين مطية أهواء فقتلوا من قتلوا و أبعدوا الكثيرين قسراً عن العمل العام ، وهو واحد من الذين لفظهم أهل السلطان ، وتلقفته المهاجر ، فاتحة الذهن للنهل من علمه ومعرفته .

أحب وطنه ، وأسهم في بنيانه العسكري المهني، ولكن مكر الإيديولوجية أرسله للمعاش القسري وهو في قمة العطاء ،تمرس في خدمة عسكرية دولية التأهيل ، متنوعة الخبرات ،عندما كان للوطن أذرعته التي تحمي ، إلى أن جاءت الدولة الشمولية بسجلها الأسود وقامت بعزل ونفي الكفاءات ، وتلك آفة أهواء دولة التمكين ، لا تريد خيراً للوطن ولا لأهله ، بل هنالك انتماء في الأفق لتنظيم عالمي معروف. ها هو الآن الوطن يعبر من انكسار إلى آخر . تقطعت أطرافه عند الحدود مع كينيا ، ومع الكنغو ومع أثيوبيا ومع أرتريا وتشاد وليبيا و " حلايب " التي ذهبت عنوة لمصر منذ 1995 م ولم يُحرك أهل السلطان ساكناً ولا حياة لمن تنادي !.

من هنا يحق لنا أن نفرح بأن هنالك من فلذات الوطن قامات هجرت الثقافة الشفهية ، وآثرت أن تؤسس للدراسة وتقيم المباحث وتقدم الدراسات الموضوعية المتوازنة العلمية ، تستقي من المصادر الثقة. إنه السفر الثاني يخرج للعلن في وقت ينتظر الجميع مآل الأزمة التي تداعى لها كل الحادبين لمعرفة المصائر التي تمسكُ بخناق الوطن. و الشركاء الذين وقعوا الاتفاقات عام 2005م يجنون الثمر المُرّ ، وهم الذين يسألهم التاريخ جميعاً ، لأنهم مثلوا شعوب السودان دون مشورة أهله .

سنحاول متى ما تيسر لنا من وقت أن نوجز بعضاً من مآثر هذا السفر



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by